Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك “فقهي”
جواب سؤال
صلاة المسلمين قبل حادثة الإسراء والمعراج
إلى ابو محمود المقدسي‎

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ورد في كتاب الدولة الإسلامية صفحة 11 آخرها وإذا صلوا ذهبوا في الشعاب واستخفوا بصلاتهم من قومهم، وهذا في المرحلة السرية من الدعوة... فما هي الصلاة التي كان الصحابة يؤدونها خفية عن عيون قومهم، ونحن نعرف أن الصلاة فرضت في ليلة الإسراء، وإذا جاءت كلمة الصلاة في النص تعني الصلاة التي تكون بشعائر وحركات معينة لا تعني الدعاء؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

هذه المسألة فيها خلاف من حيث الصلاة التي كان المسلمون يصلونها قبل حادثة الإسراء والمعراج... والذي نرجحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين قبل أن تفرض الصلوات الخمس خلال الإسراء والمعراج كانوا يصلون ركعتين قبل طلوع الشمس، وركعتين قبل غروبها، ومن الأدلة على ذلك:

أولاً: سبب نزول الآيات في سورة العلق التي هي أول سورة نزلت، كان كما يلي:

- أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ فَقِيلَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا» قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ - لَا نَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ شَيْءٌ بَلَغَهُ -: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى، عَبْدًا إِذَا صَلَّى، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى، أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى، أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ [العلق: 7] - يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ - ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى، كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ، فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ، كَلَّا لَا تُطِعْهُ﴾... وأخرج نحوه أحمد في مسنده.

- قال صاحب البحر المحيط: “قال ابن عطية: ولم يختلف أحد من المفسرين أن الناهي أبو جهل، وأن العبد المصلي هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم”. [البحر المحيط (8/369)].

وهذه السورة هي أول سورة نزلت وفيها ذكر صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدوان أبي جهل وهذا في المرحلة السرية فإذن كانت هناك صلاة قبل الإسراء والمعراج.

ثانياً: جاء في كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام لمؤلفه: أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي (المتوفى: 581هـ)، في باب فرض الصلاة ما يلي:

(وَذَكَرَ الْمُزَنِيّ أَنّ الصّلَاةَ قَبْلَ الْإِسْرَاء كَانَتْ صَلَاةً قَبْلَ غُرُوبِ الشّمْسِ وَصَلَاةً قَبْلَ طُلُوعِهَا، وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْقَوْلِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ﴿وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ بِالْعَشِيّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [غَافِر: 55]. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَلّامٍ مِثْلَهُ).

- وقال أبو محمد محمود الغيتابي الحنفي بدر الدين العيني (المتوفى: 855هـ) في كتابه شرح سنن أبي داود: (إن الصلاة قبل الإسراء كانت صلاة قبل غروب الشمس، وصلاة قبل طلوعها، ويشهد له قوله سبحانه: ﴿وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ بِالْعَشِيّ وَالْإِبْكَارِ﴾)

- وجاء نحوه في كتاب “البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري” لمؤلفه زين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم المصري (المتوفى: 970هـ):

(وَكَانَتْ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْإِسْرَاءِ صَلَاتَيْنِ: صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا. قَالَ تَعَالَى ﴿وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ بِالْعَشِيّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55])

وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين كانوا يصلون صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها.

ثالثاً: أما كم ركعة في كل صلاة من الصلاتين المذكورتين فإن هناك خلافاً بين الفقهاء في هذه المسألة كما ذكرنا آنفاً، ولكن بعض الروايات تذكر أنهما ركعتان قبل طلوع الشمس وركعتان قبل غروبها، ومن هذه الروايات:

1- ذكر الماوردي أبو الحسن علي بن محمد البغدادي الشهير بالماوردي “المتوفى: 450هـ”، في تفسيره “النكت والعيون”:

(﴿وسبح بحمد ربِّك﴾ قال مجاهد: وصَلِّ بأمر ربك ﴿بالعشي والإبكار﴾ فيه ثلاثة أقاويل: ... الثالث: هي صلاة مكة قبل أن تفرض الصلوات الخمس ركعتان غدوة وركعتان عشية، قاله الحسن)

2- ذكر شمس الدين أبو عبد الله الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني المالكي “المتوفى: 954هـ” في كتابه “مواهب الجليل في شرح مختصر خليل” في باب “فَصَلِّ مَشْرُوعِيَّة الصَّلَاة وَحُكْمهَا”:

(قَالَ ابْنُ حَجَرٍ وَاخْتُلِفَ فِيمَا قَبْلَ ذَلِكَ فَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ الْإِسْرَاءِ صَلَاةٌ مَفْرُوضَةٌ إلَّا مَا وَقَعَ الْأَمْرُ بِهِ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ وَذَهَبَ الْحَرْبِيُّ إلَى أَنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ مَفْرُوضَةً رَكْعَتَيْنِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَيْنِ بِالْعَشِيِّ...) انتهى

3- ذكر أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي “المتوفى: 520هـ” في كتابه “المقدمات الممهدات”:

(وكان بدء الصلاة قبل أن تفرض الصلوات الخمس ركعتين غدوا وركعتين عشيا. وروي عن الحسن في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55]، أنها صلاته بمكة حين كانت الصلاة ركعتين غدوا وركعتين عشيا، فلم يزل فرض الصلاة على ذلك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بمكة تسع سنين...) انتهى

وهذه الروايات تدل على أن ركعات صلاة العشي والإبكار قبل الإسراء كانت ركعتين غدواً، وركعتين عشياً.

رابعاً: ما سبق هو تفسير لما ذكرناه في كتاب الدولة صفحة 12-13 وهذا نصه:

(وكان يدعو النّاس للإسلام في مكة جهراً امتثالاً لأمر الله، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ﴾، وكان يتصل بالناس يعرض عليهم دينه ويكتلهم حوله على أساس هذا الدين سراً، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا في الشعاب واستخفوْا بصلاتهم من قومهم...).

آمل أن تكون هذه المسألة قد اتضحت بإذن الله

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

15 ربيع الآخر 1438هـ
الموافق  13/01/2017م


رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك

رابط الجواب من صفحة الأمير على غوغل بلس

رابط الجواب من صفحة الأمير على تويتر

15 ربيع الآخر 1438هـ

 
13/01/2017م
 



إقرأ أيضا:-