Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

(سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك “فقهي”)
أجوبة أسئلة فقهية
1- حديث “لأمثلن بسبعين مكانك”
2- عورة الأمَة
إلى Om Ahmad

السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله شيخنا وأميرنا الفاضل رعاك الله وسدد خطاك،

استوقفني حديث في كتاب الشخصية الجزء الثاني في درس السياسة الحربية صفحة ١٩٢ (أما والذي أحلف به إن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك)، وعندما بحثت عن الحديث فوجدت أنه ضعيف ولم يصححه أحد أو يأخذ به أحد، وما أعلمه أننا لا نأخذ بالأحاديث الضعيفة، فما سبب الاستدلال بهذا الحديث أم أن هناك مفهوما آخر لاستخدامه هنا؟ فهل أنا قد فهمت أنه لم يؤخذ الحكم من الحديث إنما من الآية الكريمة (وإن عاقبتم فعاقبوا....) إلى آخر الآية، لكن لماذا استشهد بها فهلا أفدتمونا؟ وجزاكم الله خيرا

وسؤال آخر أيضا في نفس الكتاب عن الاسترقاق وحكمه؛ ولكن السؤال عن عورة الأمة؛ هلا وضحت لنا الأمر أكثر كونها لم تذكر في الكتاب لكن أثارت الجدل وعند البحث فيها اختلف رأي العلماء فيها، فهل أفدتنا بالرأي الراجح؟
جزاك الله خيرا

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أولاً: السؤال الأول: إنك تقولين (استوقفني حديث “الطبراني” في كتاب الشخصية الجزء الثاني في درس السياسة الحربية صفحة ١٩٢ “أما والذي أحلف به إن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك”...).

الجواب: موضوع السؤال ورد في الشخصية الجزء الثاني ص 192 على النحو التالي:

(وقد روي أن سبب نزول هذه الآية أن المشركين مثلوا بالمسلمين يوم أحد: بقروا بطونهم، وقطعوا مذاكيرهم، وشرموا آنافهم، ما تركوا أحداً إلا مثلوا به إلا حنظلة بن الراهب. فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة وقد مُثل به فرأى منظراً ساءه وقد شُق بطنه واصطلم أنفه فقال: «أما والذي أحلف به إن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك» رواه الطبراني في الكبير فنزلت هذه الآية...) انتهى

نعم هناك من ضعَّف هذا الحديث وذلك لأن في سنده صالح المري، وقال عنه الحافظ ابن كثير 2/592 (وهذا إسناد فيه ضعف لأن صالحاً هو ابن بشير المري وهو ضعيف عند الأئمة).

ولكن من ناحية أخرى فإنه يمكن النظر في الأمور التالية:

1- رواية صالح المري أخرجها الحاكم في المستدرك على الصحيحين بالإضافة للطبراني في الكبير، وهذا هو نص رواية الحاكم (11/ 225، بترقيم الشاملة آليا):

4882 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا خالد بن خداش، ثنا صالح المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر يوم أحد إلى حمزة وقد قتل ومثل به، فرأى منظرا لم ير منظرا قط أوجع لقلبه منه ولا أوجل فقال: «رحمة الله عليك، قد كنت وصولا للرحم، فعولا للخيرات، ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تجيء من أفواه شتى»، ثم حلف وهو واقف مكانه: «والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك»، فنزل القرآن وهو واقف في مكانه لم يبرح: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ حتى ختم السورة، وكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عما أراد.

وقد سكت عنه الحاكم فلم يضعفه ولم يوثقه... ومع ذلك فقد أخرجه في المستدرك على الصحيحين.

2- الحديث اعتمده بعض الفقهاء في كتبهم:

أ- ذكره أبو بكر الشافعي في “الفوائد الشهير بالغيلانيات” لأنه كان يمليها على تلميذه أبي طالب محمد بن غيلان...
وقد قال عنها الذهبي في العبر “27” (وابن غيلان آخر من روى عنه تلك الأجزاء، التي هي في السماء علوًّا)، وقال عنه الكتاني في الرسالة المستطرفة “ص: 93”: (وهي من أعلى الحديث وأحسنه):

وهذا ما جاء في كتاب الفوائد:
(232 - حدثنا أبو بكر الشافعي إملاء في يوم الجمعة لثلاث خلون من المحرم سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: ثنا حامد بن محمد، ثنا بشر بن الوليد، ثنا صالح المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد فنظر إلى شيء لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه، ونظر قد مثل به فقال: «رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمتك فعولا للخيرات وصولا للرحم، ولولا حزن من بعدي عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى، أما والله مع ذلك لأمثلن بسبعين منهم»، قال: فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعد بخواتيم سورة النحل: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ إلى آخر السورة، فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفر عن يمينه وأمسك عما أراد).

ب- وذكره برواية أخرى عن أبي هريرة صاحبُ كتاب البناية شرح الهداية “أبو محمد الحنفي بدر الدين العيني المتوفى 855هـ”:
(قلت: أما قَوْله تَعَالَى: فعاقبوا الآية، فروى الطحاوي - رَحِمَهُ اللَّهُ - عن مقسم، عن ابن عباس وعن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ -: «أنه - عَلَيْهِ الصلاة والسَّلَامُ - قال: لما قتل حمزة - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - ومثل به: «لئن ظفرت بهم لأمثلن بسبعين رجلا». وفي رواية: «والله لأمثلن بسبعين رجلا منهم». فأنزل الله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ﴾ [النحل: 126] الآية، فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفر عن يمينه» فعلم أن الآية نزلت في هذا المعنى...)

من كل ذلك نخلص إلى القول بأنه:

يجوز الأخذ بالحديث كسبب نزول الآية في باب السياسة الحربية من الشخصية الجزء الثاني.

ثانياً: السؤال الثاني - المتعلق بعورة الأمة:

الجواب: في البداية أقول إني لا أدري لماذا تسألين هذا السؤال؟ فلا يوجد اليوم إماء! على كل، لقد اختلف الفقهاء في عورة الأمة بالنسبة للرجل الأجنبي، فمنهم من جعلها كعورة الحرة، ومنهم من جعلها كعورة الرجل، ومنهم من جعلها كعورة المرأة أمام محارمها، وهو رأي الأحناف، ولكل منهم اجتهاده، والذي أميل إليه هو رأي الأحناف، أي عورة الأمة أمام الرجل الأجنبي هي كعورة المرأة أمام محارمها الذي فصَّلناه في النظام الاجتماعي، أي (الأماكن التي لا تزين عادة، وهي من الأمام: من الركبة إلى نهاية القلادة من العنق، ومن الخلف من الركبة إلى أعلى ظهر المرأة )، فكل هذا عورة بالنسبة للأمة... أي يجوز أن يظهر منها الساق، والعنق، والشعر والذراعان. ولا يصح أن يُرى ما فوق الركبة إلى أسفل العنق من الأمام، وما فوق الركبة إلى أسفل العنق من الخلف، فكل جسمها عورة ما عدا الشعر والعنق والساق والذراعين. ولا داعي للدخول في تفاصيل الأدلة فإن الخليفة يتبنى الحكم الشرعي الراجح لديه، فإذا تبنى أن عورتها كعورة الحرة، فينفذ ذلك، وإن تبنى أن عورتها مثل عورة المرأة أمام محارمها وهو الذي أميل إليه، فينفذ ذلك.
والله أعلم وأحكم.

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على المكتب المركزي

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على غوغل بلس

24 شوال 1439هـ

 
08/07/2018م
 



إقرأ أيضا:-