Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

أطراف الصراع يقودون أهل اليمن من نار إلى نار خدمة للمستعمرين...
فاحذروا يا أهل اليمن نار رب العالمين

لا يزال أهل اليمن يكتوون بنار الصراع الأنجلو أمريكي المشتعل على أشده في بلادهم منذ ما يقارب 3 سنين، ذلك الصراع والاقتتال الذي أهلك الحرث والنسل، ورغم ما يعانيه أهل اليمن من جوع وفقر وتعطل الخدمات الأساسية وتوقف الرواتب ونهب خيرات البلاد وانتشار الأمراض وارتفاع الأسعار... إلا أن المتصارعين على النفوذ والثروة في البلاد خدمة للكفار المستعمرين لم يرقبوا في هذا الشعب إلا ولا ذمة، فهم يقودون أهل اليمن من نار إلى نار ومن حرب إلى حرب، كل ذلك من أجل إرضاء أسيادهم من البريطانيين والأمريكيين، فبريطانيا الداعمة لجناح هادي والتي كانت تدعم أيضا جناح علي صالح الهالك بواسطة دولة الإمارات لا تزال تحاول أن تحافظ على مصالحها بواسطة عملائها أمام عملاء الأمريكان المدعومين من إيران كجماعة الحوثيين في الشمال والحراكيين الانفصاليين في جنوب اليمن، وقد أوكلت أمريكا للسعودية خوض عاصفة الحزم لتضفي عليهم شرعية ومظلومية بعد أن كانوا ظالمين معتدين، فلم تصمم تلك العاصفة للقضاء على الحوثيين... وها نحن نرى اليوم منجزات عاصفة الحزم الآثمة قد عملت على تقوية الحوثيين خاصة بعد قتلهم لعلي صالح الموالي للإنجليز والذي كانت الإمارات ترسم له دورا بطوليا يعمل من خلاله على إسقاط الحوثيين ويتحالف مع الجناح الثاني لبريطانيا وهو جناح هادي، لكن أمريكا عن طريق الحوثيين أسقطت هذا المخطط بقتل علي صالح، فأصبحت بريطانيا بجناح واحد لا يقوى على التحليق أو التأثير الحقيقي ضد عملاء أمريكا في اليمن.

لقد ذهب علي صالح عميل الإنجليز الذي حكم البلاد لمدة 33 عاما خدم فيها مصالح الإنجليز ونشر الفساد في البلاد الغنية بالثروات، ومهما تظاهر نظامه بلبس الإسلام فهو نظام جمهوري بعلمانية مبطنة عاش الشعب فيه بعيداً عن الإسلام وأحكامه وسار بالشعب من حرب إلى حرب، لقد تباكى الناس على علي صالح كشخص لا كنظام، وهم فعلوا ذلك بدافع المشاعر والعاطفة جراء مقتله بطريقة مستفزة غير أخلاقية من قبل الحوثيين الذين هم أسوأ منه في نظر الشعب...

إن أطراف الصراع كلها لا يهمها من الإسلام سوى الشعارات الطائفية البغيضة التي تستخدمها لجلب الأتباع وحشدهم للقتال أما من حيث إيجاد الإسلام كمنهاج حياة ينظم شؤون الحياة فهو لا يعنيهم وليس من أهدافهم، بل إنهم يسعون لمحاربته تحت شعار (مكافحة الإرهاب) خدمة لأمريكا والغرب، وهم متفقون على نظام الجمهورية والدولة المدنية الديمقراطية العلمانية!!

إن الحوثيين الذين لم تدرجهم أمريكا في (قائمة الإرهاب) كما لم تدرج أمهم إيران وأحزابها من قبل وصمتت على ما يقومون به وعملت وتعمل من أجل الشرعة لهم بحجة أنهم أقلية ولديهم مظلومية، وإذا بالشعب يجدهم يتغنون بآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم - عليهم السلام - مع أن أفعالهم وأنظمتهم التي يحتكمون إليها هي نفس الأنظمة السابقة لمن قبلهم، وهي لا تمت إلى الإسلام بصلة بل هي أنظمة بوليسية جبرية تسيء للإسلام حين تصوره أنه مشروع قتل واقتتال وخطابات إيمانية!!

أما في جنوب اليمن فإن الحراك الانفصالي الموالي لأمريكا يقض مضاجع عملاء الإنجليز، وإن كانت الإمارات تتظاهر بالحرص عليهم ودعمهم ليس إلا لاحتوائهم ومعرفة ما يخططون وإفشال تلك المخططات، ومن المعيب أن نجد هؤلاء الانفصاليين يسبحون عكس تيار الأمة المتعطش للوحدة وإزالة الحدود الاستعمارية وتحرير الأقصى من حكم اليهود الغاصبين، فإذا بهم في هذا الوقت ينادون بالانفصال المحرم شرعا والمرفوض واقعا وشعبيا ويا ليتهم يعقلون.

يا أهل اليمن! لقد أهلكتكم الحرب التي ليس لكم فيها ناقة ولا جمل بل تعمل ضد مصالحكم فتحرقكم وتنشر الدمار والخراب فيما تبقى من بلادكم، وإننا ندعوكم إلى العمل لإيقاف هذه الحروب والصراعات بوعي مستمد من عقيدتكم وحكمتكم التي بها تفخرون، ويا للعجب كيف تتركون أبناءكم يهلكون في هذه الحرب فتدفعونهم إليها كحال أهل الجاهلية الذين كانوا يقتلون أبناءهم خشية إملاق، كل ذلك نتيجة البطالة والفقر والمجاعة التي صنعها هؤلاء المتصارعون وقد أوصلوكم إلى هذا الحال من أجل ذلك، أفلا تعقلون؟!

إن هؤلاء المتصارعين على الحكم والثروة في البلاد هم الداء العضال، فهم إن اختلفوا قتلوكم وإن اتفقوا نهبوا ثرواتكم وجوعوكم، ولا حل لكم ولا خلاص إلا بالعمل لدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ فهي التي تجمع شتاتكم وتنهي مآسيكم وتزيل الشحناء والبغضاء التي زرعتها الطائفية والمناطقية والسلالية من قلوبكم، وقبل ذلك كله تعيد حكم الله وشرعه إلى حياتكم فيرضى عنكم الله ورسوله ويرضى عنكم ساكن الأرض وساكن السماء، وتكونون فعلا أهل الإيمان والحكمة في زمن غاب فيه الإيمان والحكمة نتيجة تخليكم عن دينكم وتسميم أجواء البلاد بالأفكار الغربية المنحطة وأنظمتها الفاسدة التي أصابت منطقة الإيمان والحكمة لديكم بغشاوة عمياء.

يا أهلنا في اليمن! لتكن قضيتكم قضية الحكم بالإسلام وإيجاده في واقع الحياة، لا قضية صراع على الحكم والسلطة دون منهج سديد ودستور رشيد، فلا تتركوا لدعوات العلمانية والدولة المدنية والطائفية والمناطقية ومخرجات الأمم المتحدة عليكم سبيلاً، فإنكم إن دعوتم لذلك سلط الله عليكم المستعمرين وأنظمتهم الطاغوتية داخلياً وخارجياً ومزقكم شر ممزق كحال أجدادكم السابقين الذين قال الله فيهم: ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾.

لقد عاش أهل اليمن جزءاً من الأمة الإسلامية في ظل دولة الإسلام الأولى التي أسسها محمد عليه الصلاة والسلام، فكانت الأمة الإسلامية أمة واحدة ولها قائد واحد وراية واحدة، وعاشوا حياة كريمة وكانوا بحق أهل إيمان وحكمة وألفة ورحمة مع وسائل العصر البدائية والظروف الصعبة، إلا أن مفاهيم الإسلام وأحكامه كانت هي التي غيرت حياتهم وصقلت طبائعهم، ثم وبعد أن أتى المستعمر وفرض حضارته علينا صرنا إلى ما صرنا إليه!!

إننا ندعوكم للعمل للتغيير الجذري على هؤلاء السفهاء الذين يقامرون بمصيركم ويُرْدونكم في الهلاك المبين، لا أن تقعدوا مع القاعدين وتستسلموا للواقع المهين، ونحذركم من أن تزهقوا أرواحكم خدمة لمخططات الكافرين المستعمرين ﴿ولَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾، واعلموا أن طريقة التغيير الواجب السير عليها في تغيير واقعكم الأليم هي طريقة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم التي أقام بها سلطان الإسلام ودولته الأولى في المدينة المنورة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

22 من ربيع الأول 1439هــــ
 
حزب التحرير
2017/12/10م
 
ولاية اليمن
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!