Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

إقامة الخلافة على منهاج النبوة هو السبيل الوحيد لإحداث التغيير الحقيقي

أيها المسلمون في الباكستان!

رمضان هو الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن الكريم، أنزله الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر، وهو هدى للناس، ليس فقط على صعيد فردي فحسب بل ولرعاية شئون الناس كجماعة وأمة، في ظل نظام حكم، يحكم فيه بنظام اقتصادي وقضائي ونظام تعليم وتنظيم للعلاقات بين الرجل والمرأة، ونظام إعلامي وسياسة خارجية. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله﴾.

لقد كان الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى في جميع شؤوننا الضامن للنجاح الكبير الذي حققته الأمة في الحياة الدنيا، على مدار ثلاثة عشر قرنا في ظل الخلافة الإسلامية. حيث تم توزيع الثروة على الناس جميعا دون الاقتصار على الأكثر ثراء في المجتمع، إلى درجة القضاء على الفقر بين الناس. ولما كانت تُسمع صرخات المظلومين، كانت جيوش الأعداء تخشى عواقب ذلك وتخشى مواجهة قوات الخلافة المسلحة في ساحة المعركة، وقد كان شهر رمضان شهر النصر والتمكين.

أما شهور رمضان في هذا الزمان، ومنذ هدم الخلافة في عام 1342 هجري الموافق للعام 1924 ميلادي، كيف نجد أنفسنا، ومن هم في مكان خلفائنا من الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله سبحانه وتعالى؟ كيف هو الحال أيها المسلمون؟! نجد أنه على الرغم من وجود قوات مسلحة قوية ومدرّبة إلا أن النصر هو فقط لأعدائنا، وهم الذين يرفعون أعلام الكفر على جثث أطفالنا ونسائنا وشيوخنا. وعلى الرغم من وجود أراض واسعة وغنية وثروة بشرية شابة كبيرة وموارد مادية وفيرة، إلا أننا نغرق في الفقر، مع كسر ظهورنا من العنت، وسبب ذلك أننا نحيا بدون الإسلام كدولة ونظام حكم، فصدق علينا قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَ‌ضَ عَن ذِكْرِ‌ي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.

أيها المسلمون في الباكستان!

لن يتغير حالنا البائس في شهر رمضان لهذا العام ما دام علينا حكام لا يحكمون بالقرآن والسنة، وهذا هو سبب فشل مشروع الحزب الحاكم “حزب إنصاف” في إحداث تغيير حقيقي، تماما كما حصل مرارا مع حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية من قبله. وهذا هو السبب أيضاً في أن إعادة تشكيل مجلس الوزراء والتحرك نحو إيجاد نظام رئاسي سيفشل أيضاً في إحداث تغيير حقيقي، سواء اليوم أو بعد عامين أو خمس سنوات أو حتى عشر سنوات!

ولن يتغير حالنا البائس، طالما نحن مثقلون بالحكام الذين يتجاهلون قول الله سبحانه تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾. فمثل هؤلاء الحكام فتنة، فهم الذين يستبيحون أخذ الربا على القروض القائمة على الصعيدين المحلي والعالمي من الشرق والغرب، ويعرضون ذلك على أنه إنجاز كبير، وهم من أغرقونا في مستنقع الديْن، حتى وصل الحال إلى إنفاق أكثر من ثلث ميزانيتنا على خدمة الديون والفوائد الربوية، وهدر تريليونات الروبيات.

لن نتمكن من التخلص من معاناتنا طالما ظل الذين يحكموننا يتجاهلون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ» رواه أحمد. فقد فرض الشرع أن تكون الطاقة، سواء أكانت الكهرباء أم الغاز أم البنزين، فرض أن تكون من الملكية العامة، تشرف عليها الدولة لضمان الاستفادة التامة منها من قبل جميع الناس. ومع ذلك، فقد خصخص الحكام الفاسدون موارد الطاقة، وأرغمونا على دفع أثمانها لتوفير الأرباح الهائلة للأقلية الصغيرة التي تملكت تلك الموارد. وبالإضافة إلى دوام رفع أسعار موارد الطاقة، منح الحكام ملكية محطات توليد الكهرباء التي تجني مئات المليارات من الروبيات سنويا للشركات الخاصة، حتى لو لم تنتج الكهرباء!

لن نتمكن من رؤية التغيير الحقيقي طالما ظل هؤلاء الذين يحكموننا يتجاهلون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقاً فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ» أبو داود. إن ديننا الحنيف يوجب أخذ أي زيادة مفرطة في الثروات الشخصية للحكام، من التي يجنونها خلال فترة حكمهم، ويتم ذلك من قبل القضاء في الخلافة، حيث يتم إيداعها في خزينة الدولة دون تردد أو تأجيل. ومع ذلك، فإنه في ظل الحكام الحاليين، يقضي القضاء أعواما طويلة في مداولة مثل هذه الحالات، في حين يقوم الفاسدون باستغلال الثغرات القانونية للإفلات من المحاسبة، ويحتفظون بمليارات الدولارات من الثروة المغتصبة!

كما أننا لن نشهد تحرير أراضينا المحتلة، ولدينا حكام يتجاهلون قول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾، وهؤلاء الحكام العصاة يسارعون إلى إقامة تحالفات واتفاقيات ومعاهدات مع الدول الكافرة، تلك الدول التي تقاتلنا وتذبحنا وتحتل أراضينا، أما بالنسبة لتوحيد بلادنا لنتقوى بها أمام أعدائنا في ظل دولة واحدة تجمعنا، وببيت مال واحد وقوات مسلحة واحدة، فهو ليس محل اهتمام أو تفكير عند هؤلاء الحكام الرويبضات.

أيها المسلمون في الباكستان وقواتهم المسلحة على وجه الخصوص!

دعونا جميعاً نلتزم التزاما راسخا بالعمل لاستعادة الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان، شهر القرآن الكريم، ودعونا جميعاً ننخرط في العمل من أجل التغيير الحقيقي، والذي لن يتحقق إلا من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة. وقد أعد حزب التحرير دستوراً كاملاً مكوناً من 191 مادة للتطبيق في ظل الخلافة، مستنبطة من القرآن والسنة، وقد أعد مكتبة من الكتب التي تتناول الحلول السياسية الإسلامية وطريقة تنفيذها، وقد أنتج جحافل من الرجال والنساء الأكفاء والواعين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهم على استعداد تام لتقديم النصح والمحاسبة للحكام في ظل الخلافة.

فلنحسم أمرنا في هذا الشهر الكريم ونعمل مع العاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ودعونا ندرس معهم، ونتعلم منهم ونَنْقَدْ لهم، ونبذل أقصى طاقة لنا في حركة العمل لإقامة الخلافة في باكستان، وندعو أبناءنا وإخواننا وآباءنا في القوات المسلحة لإحداث التغيير الحقيقي من خلال إعطاء النصرة لحزب التحرير، وتنصيبه في الحكم حتى يحكمنا بما أنزل الله سبحانه وتعالى، روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ».

20 شعبان 1440هـ
 
حزب التحرير
2019/04/26م
 
باكستان
 


إقرأ أيضا:-
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾