Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

المسلمون في مدينة ديربورن – ميشيغان يقفون وقفة حزم لحماية أطفالهم

 


(الإسلام مقابل أجندة الشذوذ العلمانية)


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾


تتجه الأنظار كلها إلى مدينة ديربورن بولاية ميشيغان - موطن أكبر جالية عربية في أمريكا - حيث احتج الآباء وخاصة المسلمون منهم بشكل جماعي على تداول كتب الشواذ (LGBTQ) في نظام التعليم الحكومي في المدينة. وقد تجمّع المحتجون بكثافة حتى أغلقوا قاعات مجلس إدارة المدرسة. فقد كانت الجالية في حالة صراع مستمر مع مجلس إدارة المدرسة بعد أن فرض المجلس تعليمات حكومية علمانية ضد الجالية التي شعرت بأن سلطتهم على أطفالهم قد انتهكت. فهذا التوتر الحاد سيمزق البلاد على يد أقلية من لوبي الشواذ (LGBTQ) وبدعم من النظام الحكومي ضد الأغلبية الصامتة في المجتمع، مع أن الجالية المسلمة كانت أول من تنبه لذلك الخطر. لقد أظهرت إحدى اللافتات التي حُملت في الاحتجاج مدى الإحباط لدى الناس، حيث تقول: “إذا كانت الديمقراطية تهمكم، فنحن الأغلبية”.


إن حقيقة الإحباط الذي يعيشه الناس أعمق بكثير من مجرد أحداث وقعت في مدينة ديربورن، بل إنها تكشف عن خلل في النظام الديمقراطي العلماني نفسه، خلل بسبب إبعاد حكم الله عن الحياة، بحيث لا يكون هناك مرجع للأخلاق ولا للصواب والخطأ، بل تنافس بين أطراف مختلفة من أجل مصلحتهم الذاتية وعلى حساب الضعفاء. وبالرغم من تقدم الدولة العلمانية، إلا أن التفكك والمعارضة والحزبية الفردية والتنافر والخصام هو السائد في المجتمع اليوم. لقد أصبح بإمكان الأطفال اليوم، البحث عن هرمونات التحول الجنسي، والقيام بعمليات تحول جراحية لا رجعة فيها حتى دون موافقة أهلهم، وبشكل يهدد بناء الأسرة الطبيعي، مع تزايد مستمر في تغيير معنى الهوية الجنسية وإيجاد معانٍ جديدة لها ليتم فرضها على الناس.


إن الإسلام في المقابل هو نظام ومنهج حياة واضح جلي لا تناقض فيه، وهو العلاج الوحيد لما عليه الناس من جهل وظلم وصراع ودولة مفككة. إن الإسلام سهل وسلس يتلخص في شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً ﷺ هو رسول الله، وأن كل ما أتى به الأسلام هو الحق والصواب وعلى أساسه يُبنى المجتمع. لقد أثبت الواقع أن جميع أنظمة الحياة اليوم بما فيها النظام العالمي العلماني قد ظهر فسادها وعوارها وبدأت بالانقراض إلا الإسلام، وعليه فإن من واجبنا بوصفنا مسلمين أن ندعم غيرنا وندعُوهم إلى ما هو أفضل لهم في الحياة الدنيا والآخرة. لقد بين لنا الله سبحانه ورسوله ﷺ كيفية بناء الأسرة البناء الصحيح، وبين لنا كيف تكون العلاقة بين الرجل والمرأة وبين لنا الحق من الباطل، وبين لنا أن ما على المسلم إلا السمع والطاعة، بغض النظر عن الضغوط أو السياسات الحزبية التافهة أو مجلس إدارة المدرسة! قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: ٣٦]


وفي الختام نقول: إنه من الأهمية بمكان أن نرى الجالية المسلمة في ديربورن هي من تبادر وتقف لحماية أطفالنا. وإن على المسلمين في جميع أنحاء البلاد دعم الآباء والأطفال لمواجهة هذا التحدي. وعليه فهناك أمور يجب أن نقوم بها:


على الآباء مواجهة القيم الليبرالية (التحررية) العلمانية التي تستهدف أطفالهم، وتشجيعهم على نقد ما يتم تدريسه لهم وتحدي هذه الأفكار بأفكار إسلامية واضحة.


نحن ندرك أن المدارس والمجتمع بشكل عام يلقن الأطفال أفكاراً وقيماً ليبرالية علمانية لذلك لا بد من توضيح الموقف الإسلامي من علاقة الرجل بالمرأة، والزواج، والعلاقات غير الشرعية، والأسرة، والمجتمع، والدولة. كما يجب تعريف الأطفال بالنظام الاجتماعي الإسلامي، والذي يعني صياغة نظام بديل للحياة في مواجهة النظام الليبرالي العلماني.


يجب على الجالية المسلمة أن تطالب المنظمات والقيادات والناشطين المسلمين بالتخلي عن أجندة الليبراليين (الديمقراطيين) أو أجندة الجناح اليميني (الجمهوري) وأن نرسم مستقبلنا على أساس عقيدتنا الفريدة والأفكار المبدئية والقيم السامية.


أخيراً، أن نفتخر بديننا وقيمنا وأن نحمي أطفالنا مهما مكر بنا أعداء الحق.


إن البشرية كلها بحاجة ماسة إلى رحمة الإسلام وعدله، وقد حان الوقت لنعمل بصفتنا جالية وأمة إسلامية وأن نجعل نشاطنا تحت راية الإسلام فقط وأن نستأنف ملاءة فخرنا بوصفنا خير أمة أخرجت للناس! قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: ١١٠]

 

 

 

 
م
 
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!